الأربعاء, أبريل 16, 2025

وحدات مقاومة شنكال: نستذكر قادتنا “ديندار، جيا، بيران” في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادهم

Date:

وحدات مقاومة شنكال: نستذكر قادتنا “ديندار، جيا، بيران” في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادهم.
نص البيان؛

بيان إلى الرأي العام

في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادهم، نستذكر اليوم بكل خشوع ووفاء، الرفاق الأبطال: عضو قيادة وحدات مقاومة شنكال (YBŞ) الرفيق ديندار أفيستا، وعضو مجلسنا العسكري الرفيق جيا فقير، ورفيقنا الشاب الريادي بيران بير، الذين ارتقوا بتاريخ 17 أيلول 2023 في منطقة سردشت بجبال شنكال، إثر هجوم جوي شنّته دولة الاحتلال التركي.

إن تضحياتهم تبقى منارة تنير درب المقاومة والكرامة، ودماؤهم الطاهرة ستظل وعداً بأن شنكال ستبقى عصية على الانكسار، متمسكة بخيار الحرية والدفاع المشروع عن وجودها. عهدنا لهم باقٍ، وذكراهم ستظل حاضرة في وجدان شعبنا، وقضيتنا مستمرة حتى تحقيق الأهداف التي ناضلوا واستشهدوا من أجلها.

نحن، كمجتمع إيزيدي، نمرّ في هذه المرحلة بإحدى أكثر المحطات التاريخية أهمية ومعنى. أعداؤنا، وفي مقدمتهم دولة الاحتلال التركي، إلى جانب قوى العمالة وعدو الأجداد (دژمنی كوکی)، يسخّرون كل الأساليب والوسائل بهدف القضاء على مكتسباتنا، كسر إرادتنا، وتركنا بلا قيادة أو طليعة تقود دربنا.

يستهدفون بشكل ممنهج قادتنا الذين تصدّوا ببسالة لمرتزقة داعش وساهموا في دحرهم، في محاولة للانتقام منهم على ما حققوه من انتصارات عظيمة. وفي هذا السياق، يبرز بوضوح دور استخبارات الحزب الديمقراطي الكردستاني (الباراستن) في هذه المخططات. المؤسف أن بعض الأفراد المحسوبين على الإيزيديين انزلقوا ليكونوا أدوات طيعة في تنفيذ هذه السياسات، متاجرين بدماء القادة الإيزيديين ومساومين على أرواحهم مقابل حفنة من المال. هذا التعاون وانعدام الكرامة أدى إلى خسارتنا كمجتمع للعديد من القادة والرياديين. ومن بين هؤلاء القادة والرياديين، نذكر ديندار، جيا وبيران، الذين استشهدوا في 17 أيلول 2023 نتيجة هجوم جوي شنته الدولة التركية الفاشية، بدعم من شبكات العمالة وأعداء الأجداد.

رفيقنا ديندار كان من أوائل الشبان الإيزيديين الذين انضموا إلى صفوف مقاومة شنكال، وكان في ذات الوقت أحد مؤسسي وبُناة قواتنا. منذ اليوم الأول لانضمامه، أصبح شخصية قيادية وريادية وثورية بارزة في كل مكان ناضل فيه. كان أحد قادة حربنا ضد مرتزقة داعش، وقاتل في كل شبر من أرض شنكال ضد المرتزقة وخط العمالة. شارك في تحرير معظم أحياء مدينة شنكال ومحيطها، وشارك أيضًا في العديد من حملات التحرير في روج آفا. وفي شتاء عام 2015، التحق بأول دورة تدريبية أكاديمية في شنكال، لكي يتعرف بشكل أعمق على حقيقة القائد عبد الله أوجلان ويتعمق في أفكاره. قام بتدريب رفاقه بأسلوبه القيادي المتواضع، ووقفته الثابتة في الحياة وعمله المستمر. ووطد مع جميع رفاقه علاقات قائمة على الروح الرفاقية، مما أكسبه مكانة خاصة في قلوبهم. أصبح دائمًا القيادي والريادي الذي يُحتذى به. وقد اتخذ من توجيهات القائد عبد الله أوجلان، التي يقول فيها “كل لحظة، باستثناء لحظات العمليات، هي وقت للتدريب”، أساسًا ونظامًا لحياته. وبفضل عشقه للقراءة والتعلم، أصبح شخصية حكيمة، كان يقرأ كلما سنحت له الفرصة، ويحمل الكتاب معه دائمًا. هكذا جمع بين النظرية والتطبيق، حتى أصبح أحد رواد مجتمعنا.

الرفيق جيا فقير كان أحد قادتنا الذين لعبوا دورًا كبيرًا وبارزًا في قيادة القتال والنضال ضد مرتزقة داعش. وفي كل صعوبة أو ضائقة، كنت تراه يتخذ موقع القيادة دون تردد. لم يتوانَ أبدًا في أداء واجباته ومسؤولياته، وجمع في شخصيته جميع السمات النضالية الآبوجية. كان مثالًا وقدوة بين رفاقه في تواضعه، شجاعته، تفانيه وروحه الرفاقية. أمضى كل لحظات حياته بطريقة ذات معنى وغاية. ومن أجل تعزيز قدرة قواتنا، كان صاحب جهود غير محدودة. كان دائم النضال من أجل حماية القضية والمكتسبات، وحتى آخر لحظة من حياته، ناضل بمسؤولية ووفقًا للمعايير الثورية.

الرفيق بيران بير كان من أبناء شعبنا النبيل، ينحدر من طبقة “البير” التي لطالما مثلت جوهر وقيم مجتمعنا ولعبت دورها القيادي عبر آلاف السنين. استمر هذا الدور الريادي في شخص بيران، جكو وتكوشر حتى يومنا هذا. بدأ الرفيق بيران رحلة البحث عن الحرية في ريعان شبابه، وبعد فترة قصيرة من هجمات مرتزقة داعش على شنكال، انضم إلى مقاومة شنكال. كان لديه فهم عميق للحرب الخاصة التي كان يشنها العدو ضد الإيزيديين في شنكال، وخاصة ضد الفئة الشابة، وعمل على تفريغ هذه الحرب من فحواها عبر معرفة الذات، التنظيم والتدريب الذاتي. عُرف بين رفاقه دائمًا بروحه الحماسية، ورغم صغر سنه، فقد تعمق في أفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، ومثّل الشخصية الآبوجية في وقفته، عمله وحياته، وسعى جاهدًا لتطبيقها بأعلى المستويات. اتخذ مكانه في العديد من الأنشطة المتنوعة، محققًا دائمًا نتائج لافتة.

وفي الوقت الذي نستذكر فيه شهداءنا، نوجه تحذيرًا للأشخاص الذين اعترفوا بذنوبهم واكتشفوا الأخطاء والجرائم التي ارتكبوها، ونقول لهم: “كلما طال بقاؤكم في هذا الطريق، زادت فاتورة الحساب وثقلها.” لذلك، يجب على الجميع أن يدركوا أن نهاية طريق التجسس والعمالة هي الندم والعار. ونحن كمجتمع وقوات، لن نسامح أبداً أولئك الذين تلطخت أياديهم بدماء أبناء شعبنا ورفاقنا، وسنحاسبهم على ما اقترفته أياديهم.

مرة أخرى، نجدد الوعد الذي قطعناه على أنفسنا لشعبنا ورفاقنا، ونؤكد أننا سنواصل نضالنا على الطريق الذي أناره لنا ديندار وجيا وبيران بروحهم الآبوجية. سنحمي الإنجازات والمكاسب التي حققوها بدمائهم، حتى نحقق التتويج النهائي لميراث الشهداء في شنكال حرة وذاتية.

17 أيلول 2024

القيادة العامة لوحدات مقاومة شنكال (YBŞ)

Loading

Share post:

Popular