السبت, أبريل 19, 2025

اليبشا: ندين بشدة قصف العدوان التركي ونستنكر صمت الحكومة العراقية تجاه الأنتهاكات المستمرة على سيادتها وارضها ومواطنيها

Date:

بيان إلى الرأي العام
شنت القوات التركية المحتلة خلال الأيام الثلاثة الماضية سلسلة من الهجمات الجوية المكثفة على منطقة شنكال، مستخدمة الطائرات الحربية والمسيرة، وأسفرت هذه الهجمات عن استهداف 16 موقعاً غالبيتها مناطق سكنية يقطنها مدنيون.
وتأتي هذه الهجمات في إطار عمليات قصف عشوائية تكررت في الفترة الأخيرة، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين وتكبيدهم خسائر مادية. وفي ليلة 25 اكتوبر/تشرين الأول، نفذت القوات التركية هجوماً واسع النطاق، استهدفت 11 موقعاً إضافياً، بما في ذلك قرى ومناطق مأهولة بالسكان، مما أسفر عن استشهاد خمسة أشخاص وإصابة آخرين.
سجل رفاقنا كالتالي:
نمر، ازاد، عزيز، اورهان، و دلكش ،الذين شاركوا مسيرة النضال في مراحل مختلفة، باتوا اصحاب حياة جميلة وكرسوا حياتهم لقضية مشرفة تجسدت في العمل الجاد والتضحية والارادة الصلبة. لقد تركوا بصمة عميقة في مسيرة المقاومة، مستلهمين من ثقافة مجتمعهم المقاوم، وخاصة من العشائر العريقة مثل عشيرة هبابي، وعشيرة حلاقي، و عشيرة فقير، التي لطالما كانت في مقدمة النضال وقدمت التضحيات دون تردد.
ترعرع هولاء الرفاق في ظل هذه القيم، فحملوا إرث مجتمعهم بثقافته، معتقداته، لغته، ومقدساته، مجسدين روح المقاومة في شخصياتهم. لم يرضخوا للواقع المفروض، ولم يقبلوا بحياة عادية او الخضوع للنظام الرأسمالي. كانوا دائما في الخطوط الأمامية، مستعدين لتنفيذ المهام، مهما كانت الظروف والتحديات.
واليوم، يشكل رفاقنا المذكورين اعلاه مثالا يحتذى في الالتزام والمقاومة. وكما يؤكد لنا التاريخ، فإن المحتلين سيُحاسبون، والانتقام العادل سيكون مصيرهم. ونجدد العهد لرفاقنا ولكل الشهداء بأن هذه الهجمات، مهما بلغت وحشيتها، لن تثنينا عن مسيرتنا، بل ستزيدنا قوة وإصرارا. اعداؤنا يدركون هذه الحقيقة، والتاريخ اثبت مرارا ان محاولات القضاء علينا واحتلال ارضنا مصيرها الفشل.
مرة اخرى، كشفت دولة التركية المحتلة، عبر هجماتها الأخيرة، عن حقيقة عدائها التاريخي لمجتمعنا. فمنذ القدم، كانت الدولة التركية خصما للايزيديين، حيث لعبت دورا مباشرا في 70 إبادة جماعية ( فرمانا ) استهدف شعبنا، وسعت دائما الى القضاء على وجودنا. إلا ان عليها ان تدرك ان مقاومة أجدادنا ستتواصل من خلالنا وبعزيمة وإصرارا اكبر فنحن احفادهم.
نحن (YBS) وحدات مقاومة سنجار و (YJS) وحدات المرأة في سنجار نشكل اليوم درع الحماية لمجتمعنا. ونمتلك من القوة والخبرة ما يمكننا من التصدي لكل انواع الهجمات. والتاريخ يشهد أننا كذلك، عندما واجهنا تنظيم داعش الإرهابي استطعنا دحره والانتصار عليه. والان، بروح النضال ذاتها، سنواصل التصدي للاحتلال التركي وإفشال مخططاته، كما أفشلنا مخططات داعش الإرهابي سابقا. فقد تم تأسيس وتنظيم وحدات مقاومة سنجار على اساس هدف. ولهذا هنا مكان للمقاومة ومحاسبة الاحتلال والانتقام، ومكان للشرف والكرامة والاعتزاز والنضال والعيش كريما وبعظمة. انه مكان لمعرفة الذات والتوعية. اننا نناضل من اجل مفهوم الامة الديمقراطية وبناء مجتمع ديمقراطي وبيئي وايضا حرية المرأة.
لقد اعتاد مجتمعنا على تقديم التضحيات في الإبادات ( فرمانات) التي استهدفت وجودنا، لكننا اليوم نضحي ونقدم الشهداء ليس فقط للدفاع عن أنفسنا، بل من اجل تحقيق حرية شعبنا وضمان مستقبله. وهذا ما يرعب الدولة التركية الفاشية، التي تخشى صمود وحدات مقاومة سنجار والمجتمع الايزيدي ككل، لان هذا الصمود هو الدليل الواضح على اننا في طريقنا الى تحقيق النصر.
ولذلك، فإننا نؤكد ان كل اعتداء على ارضنا وشعبنا سيُقابله الرد المناسب، وان الاحتلال التركي مطالب بإعادة حساباته جيدا. كما ندرك تماما ان هذه الهجمات لا تُنفذ بمعزل عن قوى اخرى، فالحزب الديمقراطي الكردستاني يوفر الإرضية لهذه الاعتداءات، بينما تقف بعض الجهات الدولية التي عليها ان تتحمل مسؤولياتها موقف المتفرج، متجاهلة بذلك مسؤولياتها.
وفي هذا السياق، فإننا نحمل الحكومة العراقية والمجتمع الدولي مسؤولية حماية سيادة العراق وشعبه. لا يمكن القبول بهذا الصمت إزاء الانتهاكات التركية المتكررة، فالارض العراقية تُستباح، والمواطنون يُستهدفون، ومع ذلك لا يُتخذ اي موقف جاد. ان هذا الصمت يثير تساؤلات مشروعة لدى مجتمعنا الايزيدي، ويفرض على الحكومة العراقية ضرورة التحرك لحماية اراضيها ومواطنيها. كما ان المجتمع الدولي ملزم باتخاذ موقف واضح إزاء هذه الانتهاكات التي تتعارض مع كافة المواثيق والقوانين الدولية.
اما على الصعيد الداخلي، فإننا نطالب مجتمعنا بالتمسك بروح المقاومة، وبأن يكون على قدر المسؤولية والوعي اللازمين للدفاع عن حقه في الحرية والادارة الذاتية. لقد ضحينا بالكثير، وقدمنا شهداء لا حصر لهم في سبيل هذا الطريق، ولا يمكننا إلا ان نستمر في هذا النهج حتى تتحقق اهدافنا. فالمكتسبات التي تحققت على مدار السنوات العشرة الماضية لم تأتِ إلا بفضل تضحيات الشهداء، ومن واجبنا حمياتها والحفاظ عليها.
وفي هذا الإطار، فإن رفاقنا نمر، ازاد، اورهان، عزيز، ودلكش، الذين ارتقوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، كانوا امتدادا لمسيرة الأبطال الذين سبقوهم، مثل مام زكي، زردشت، سعيد حسن سعيد، عيسى، دجوار، بير جكو، نوجين، بيريفان، ونوجيان، لقد عاشوا بقيم هولاء الشهداء وكانوا جزءا من تعزيز المقاومة ودعم وحدات مقاومة سنجار.
ان هولاء الشهداء، بروحهم النضالية، بإيمانهم، بشجاعتهم، سيظلون الشعلة التي تنير لنا درب الحرية والنصر. وعلى هذا الاساس، نتقدم بخالص العزاء لعائلات نمر، ازاد، اورهان، عزيز، ودلكش، ونعزي جميع أسر الشهداء ومجتمعنا بأسره. كما نجدد عهدنا لهم بأن نواصل دربهم، ونحقق الأهداف التي ضحوا من اجلها، مؤكدين ان خيارنا الوحيد هو العيش بحرية وكرامة، او عدم العيش على الإطلاق.

25 تشرين الأول 2024
القيادة العامة لوحدات مقاومة سنجار (YBŞ)

Loading

Share post:

Popular

وحدات مقاومة شنكال: نستذكر قادتنا “ديندار، جيا، بيران” في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادهم

وحدات مقاومة شنكال: نستذكر قادتنا "ديندار، جيا، بيران" في...